ما هو إدمان الجنس – Hyper-sexuality


* تعريف:
التعبير عن الجنس هو جزء طبيعى فى دورة حياة الإنسان، لكن إذا كان هناك ما يحفز الشخص على ممارسته بشكل مفرط يكون أقرب إلى الشراهة والشهوة العارمة الأمر الذى يؤثر على الصحة العامة وعلى العلاقات بكافة أشكالها.

بل ويمتد هذا التأثير إلى مجال العمل أو يغطى على أية تفاصيل أخرى فى حياة الإنسان فحينها يوصف بالسلوك الجنسى المضطرب الذى يصبح الشغل الشاغل للإنسان.
ويطلق على فرط ممارسة النشاط الجنسى عدة مصطلحات:
- سلوك جنسى مسيطر (Compulsive sexual behavior).
- شراهة ممارسة الاتصال الجنسى مع الأنثى (Nymphomania).
- الشهوة الجنسية العارمة (Erotomania).
أو قد يسميه البعض بـ(إدمان الجنس/Sexual addiction) تشبيهاً بإدمان العقاقير أو الكحوليات.

لا يهم مسمى هذا السلوك الجنسى، لكن الأهم هو إدراك أن مثل هذا السلوك يعد مشكلة حقيقية تؤثر على حياة الفرد اليومية بل وتؤثر على صحته العامة، ولكن مع تقديم العلاج وبإتباع برنامج دعم ذاتى يمكن للشخص ممارسة جنس صحى وسليم.

* أعراض فرط النشاط الجنسى:
تعتمد الأعراض على نوع الحالة ومدى حدتها، والحافز وراء الانغماس فى السلوك الجنسى قد يكون مزمناً أو حاداً ويشعر به الفرد كأنه أمراً خارج عن إطار سيطرته. وبوجه عام، إذا كان السلوك الجنسى لدى الفرد يظهر فى صورته المسيطرة، فقد يتبع الشخص النموذج السلوكى التالى:
- وجود أكثر من شريك للعملية الجنسية أو الانغماس فى علاقات جنسية متعددة بدون زواج.
- ممارسة الجنس مع أى شريك حتى لو كان مجهولاً بالنسبة له.
- ممارسة الجنس بدون مشاعر أو عواطف متبادلة.
- الانغماس فى الاستمناء المفرط.
- الانغماس فى الجنس الماشوسى أو السادى.
- البحث عن الوسائل التى تقدم ريك للعملية اجنسية مثل التليفونات أو الإنترنت.
- مشاهدة الصور الإباحية.
- نزوع الفرد إلى إظار عورته (الإظهارية أو الافتضاحية).
وقد يلجأ بعض الأشخاص إلى استخدام مثل هذا السلوك للهروب من مشاكل أخرى قد يعانون منها مثل: الوحدة، الاكتئاب، القلق، أو الضغوط.

ويستمر الإنسان منغمساً فى هذا السلوك الملىء بالمخاطر على الرغم من معرفة عواقبه الخطيرة مثل التعرض للمشاكل الصحية أو الإصابة بأمراض الاتصال الجنس أو فقد العلاقات الهامة فى حياته.

قد يكون الرجل أو المرأة متزوج/متزوجة وتظهر حياتهم وكأنها حياة طبيعية، لكنها فى واقع الأمر هى حياة ليست سوية لأنها خاوية فهم يبحثون عن الإشباع الجنسى (Gratification) بدون الإشباع العاطفى وبالتالى لا تكن علاقة مكتملة يمكن الحفاظ عليها.
هذا الاضطراب الجنسى يؤثر على أى شخص بصرف النظر عن تفضيلاته الجنسية (سواء من يفضل ممارسة السحاق أو اللواط أو من يشتهى الجنس الآخر فى العملية الجنسية ... الخ) أو أى نمط من أنماط العلاقات الجنسية الأخرى.

* أسباب فرط الشهوة الجنسية:
لا يعلم أحد ما هى الأسباب التى تكمن وراء هذا السلوك الجنسى الاضطرابى، لكن الأبحاث العلمية التى دارت حول الإدمان الجنسى مازالت فى مرحلة الحداثة والتقصى والبحث عن الأسباب المحتملة، وتم التوصل منها إلى التالى:
- وجود خلل بالمخ:
هناك بعض الأمراض أو الحالات التى قد تسبب تلفاً بخلايا المخ والتى بدورها تؤثر على السلوك الجنسى، ومنها هذه الاضطرابات الصرع أو العته وغيرها، فهذه الاضطرابات متصلة بإدمان الجنس.
بالإضافة إلى أن علاج مرض الشلل الرعاش (Dopamine) قد يحفز على ظهور هذا الاضطراب الجنسى.

- المواد الكيميائية الطبيعية بالمخ:
مواد المخ "الدوبامين" و"السيروتونين" و"نورإيبينفرين" وغيرها من المواد الكيميائية الطبيعية بالمخ تلعب دوراً هاماً فى الوظيفة الجنسية لدى الإنسان وقد تتصل بهذا السلوك غير الطبيعى .. لكنه لا يتضح كيفية اتصالها بهذا الاضطراب.
- الأندوجين:
هو هرمون جنسي يُفرز بشكل طبيعى عند كل من الرجال والنساء، وعلى الرغم من أن الأندروجين له دور حيوى فى الرغبة الجنسية لكن لم يتضح لدى العلماء كيفية تأثيره على السلوك الجنسى.
- التغير فى "دائرة" المخ:
حلل بعض الباحثين بأن فرط نشاط الجنس هو سلوك إدمانى، وبمرور الوقت قد يسبب تغير فى "دائرة" المخ العصبية- شبكة الأعصاب التى تسمح لخلايا المخ بأن تتصل ببعضها البعض – وهذا التغير قد يسبب رد فعل نفسى يتسم بالسعادة عند الانغماس فى النشاط الجنسى، ورد فعل بعدم السعادة عند توقفه.

* تزايد مخاطر التعرض لمثل هذه الحالة:
يؤثر هذا السلوك كما سبق وأن أشرنا على كلا من الرجل والمرأة بكافة الأعمار، وغير معروف على وجه التحديد كم الأشخاص التى تعانى منه. وجه عام هناك تقديرات تعكس أن نسبة إصابة الرجل أكبر من نسب إصابة المرأة .. وقد يكون السبب وراء هذه التقديرات بأن المرأة لا تسعى لطلب العلاج مثل الرجل وبالتالى حالات من التشخيص أقل.
كما يعتقد البعض الآخر من الخبراء، بأن الاضطرابات النفسية قد تزيد من مخاطر تعرض الإنسان له كجزء من وسائل التكيف غير الصحية، ولمزيد من التوضيح إذا تعرض الشخص للاعتداء الجسدى أو الجنسى أو حتى النفسى وهو فى سن صغيرة فحين يكبر فى السن قد يلازمه هذا الموقف ير السوى ليصبح جزءاً من سلوكه الذى يمارسه، أو على الجانب الآخر قد يشعر بالخزى وعدم قيمة ذاته .. مثل هذا الشعور قد يعوق التعبير الصحيح للجنس وبالتالى ظهور نشاط جنسى منحرف، والعديد من الأشخاص التى تنغمس فى مثل هذا السلوك المضطرب قد يكون لها تاريخ من الاعتداء الجنسى أو الجسدى فى الماضى.

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Best Buy Coupons تعريب : ق,ب,م